ارتفاعات قياسية للأسهم العالمية مدعومة بالوظائف والاندماجات والاستحواذات

في أعقاب تقرير مُبهر عن الوظائف أظهر ارتفاعًا ملحوظًا في الأجور وحوافز سخية قدمتها الشركات، قفز مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك ليلامسا مستويات قياسية جديدة عند الافتتاح. هذا التقرير الإيجابي حفز الأمريكيين، الذين كانوا مترددين في السابق، على العودة إلى سوق العمل بقوة.
ووفقًا لـ "رويترز"، سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا طفيفًا بلغ 8.9 نقاط، أي ما يعادل 0.03٪، ليصل إلى 34642.42 نقطة. في المقابل، صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 6.7 نقاط، أو 0.15٪، مسجلًا 4326.6 نقطة، بينما حقق مؤشر ناسداك المجمع قفزة أكبر بلغت 60.6 نقطة، أو 0.42٪، ليبلغ 14582.983 نقطة.
أما في القارة الأوروبية، فقد شهدت الأسهم الأوروبية انتعاشًا ملحوظًا مدفوعة بأداء قوي لشركات صناعة أشباه الموصلات ذات الثقل. ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2٪، في حين قفزت أسهم قطاع التكنولوجيا بنسبة 0.6٪.
وبرز سهم "إيه.إس.إم.إل هولدينج" المتخصص في صناعة أشباه الموصلات بارتفاع قدره 0.5٪ بعد إعلان شركة "ميكرون تكنولوجي" عن نيتها استخدام آلات "إيه.إس.إم.إل" في عمليات الإنتاج بحلول عام 2024. كما صعد سهم "إيه.إس.إم إنترناشونال إن.في" بنسبة تقارب 1٪ بعد توقعات الشركة بزيادة الطلبيات في الربع الثاني.
على الجانب الآخر، انخفض سهم "إس.إم.سي.بي" الفرنسية بنسبة 0.9٪، بالإضافة إلى سهم "إنديتكس" المالكة لعلامة "زارا" الشهيرة، وذلك بعد أن أفاد مصدر قضائي لـ "رويترز" بأن الشركتين تخضعان لتحقيق بتهمة التستر على جرائم ضد الإنسانية في منطقة شينجيانج الصينية.
وفي سياق منفصل، كشفت مصادر مطلعة أن شركة الاستثمار المالي وإدارة الثروات الأمريكية "أبولو جلوبال مانجمنت" تعتزم طرح أسهم أول شركة استحواذ ذات أغراض خاصة "إس.بي.أيه.سي" لها في أوروبا، وذلك في بورصة أمستردام للأوراق المالية بهدف جمع ما يقارب 400 مليون يورو (أي ما يعادل 473 مليون دولار) واستخدامها في إبرام صفقات استحواذ واعدة.
وأشارت وكالة "بلومبيرج" الإخبارية إلى أن شركة الاستثمار الأمريكية تتعاون حاليًا مع "إس.تي.جيه أدفايزورز" لتنفيذ عملية إدراج الشركة الجديدة في بورصة أمستردام، ومن المتوقع أن يتم ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة. كما يتولى بنكا كريدي سويس جروب السويسري وجيه.بي مورجان تشيس الأمريكي قيادة عملية الطرح العام الأولي للشركة.
وعلى الرغم من أن شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة ستتمتع بتفويض واسع للاستثمار في مختلف القطاعات، إلا أنه من المتوقع أن تركز على إبرام صفقات في مجالات التكنولوجيا والخدمات المالية والصناعية، وفقًا لأحد المصادر.
تجدر الإشارة إلى أن شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة تهدف إلى جمع أموال من المستثمرين لتمويل صفقات استحواذ محددة. وتمثل هذه الشركات وسيلة بديلة لمجموعات الاستثمار المالي للحصول على التمويل اللازم للصفقات في ظل الازدهار الذي يشهده نشاط الاستحواذ والاندماج.
وتدعم "أبولو" بالفعل العديد من شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة في الولايات المتحدة، بما في ذلك "أبولو استراتيجيك جروث كابيتال" و"سبارتان أكوزيشن كورب"، ولكنها ستدخل السوق الأوروبية بمثل هذه الشركات للمرة الأولى.
وفي تطور آخر، تمكنت شركة فالميت أويي الفنلندية من حسم معركتها الشرسة ضد شركة ألفا لافال السويدية للاستحواذ على شركة نيليس أويي الفنلندية في صفقة بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار.
وقدمت "فالميت" عرضًا للاستحواذ على "نيليس" بقيمة 14.22 يورو لكل سهم من أسهم الأخيرة، لتصل القيمة الإجمالية للصفقة إلى 2.1 مليار يورو. وقد وقعت الشركتان اتفاقية الصفقة رسميًا يوم أمس.
وأكد ميكيل ماكينين، رئيس مجلس إدارة "فالميت"، أن "هذه الصفقة ستؤسس لشركة صناعية عالمية رائدة ذات مستقبل مشرق يتجاوز ما كان يمكن لكل شركة من الشركتين أن تحققه بمفردها".
في المقابل، تراجع سعر سهم "فالميت" في بداية تعاملات يوم أمس بنسبة 6.1٪، بينما ارتفع سهم "نيليس" بنسبة 13٪ ليصل إلى 13.8 يورو للسهم الواحد، وذلك على خلفية الإعلان عن الصفقة.
وكانت "ألفا" قد عرضت شراء "نيليس" مقابل ملياري دولار في أواخر العام الماضي، قبل أن تقتحم "فالميت" ساحة المنافسة وتقدم عرضًا أفضل، وذلك بعد أن استحوذت في البداية على 30٪ من أسهم "نيليس"، الأمر الذي أجبر الشركة السويدية على الانسحاب من المنافسة، ليوافق مساهمو "نيليس" في نهاية المطاف على عرض "فالميت".
وفي القارة الآسيوية، أغلق مؤشر نيكاي الياباني مرتفعًا يوم أمس، حيث عوّضت المكاسب التي حققتها مجموعة سوني وتويوتا موتور، اللتان تركزان على التصدير، بفعل انخفاض الين، ضعفًا اعتَرى الأسهم المرتبطة بالرقائق. ومع ذلك، أغلق المؤشر منخفضًا في الأسبوع بسبب المخاوف المتعلقة بالإصابات الجديدة بفيروس كورونا.
وارتفع "نيكاي" بنسبة 0.27٪ ليصل إلى 28783.28 نقطة، بعد انخفاضه على مدى أربع جلسات متتالية، بينما زاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.88٪ ليصل إلى 1956.31 نقطة.
وعلى مدار الأسبوع، انخفض "نيكاي" بنسبة 0.97٪، وهو أول انخفاض له في أربعة أسابيع، بينما خسر مؤشر توبكس 0.32٪ بعد أن ارتفع في الأسبوع الماضي.
وأوضح نوريهيرو فوجيتو، رئيس استراتيجيات الاستثمار لدى "ميتسوبيشي يو.إف.جيه مورجان ستانلي سيكيوريتيز"، أن "الين الأضعف يعزز أسهم شركات صناعة السيارات والمصنعين مثل سوني، حيث يتوقع المستثمرون أنها قد ترفع توقعاتها المستقبلية. ومع ذلك، فإن المكاسب التي حققتها هذه الشركات قد قيدها الأداء الضعيف للأسهم ذات الثقل على مؤشر نيكاي، مثل شركات توريد معدات صناعة الرقائق وفاست للتجزئة. وهذا يفسر المكاسب الأكبر التي حققها مؤشر توبكس".
ومن المرجح أن تمدد اليابان تدابير احتواء فيروس كورونا لمدة أسبوعين أو أكثر في منطقة طوكيو الكبرى، وفقًا لما ذكرته أربعة مصادر حكومية يوم أمس الأول.
وتصدر سهم مجموعة سوني قائمة الأسهم الرابحة بين 30 سهمًا أساسيًا على مؤشر توبكس، حيث قفز بنسبة 3.66٪، إذ بلغ الين أدنى مستوى له منذ آذار (مارس) 2020. وتشتهر الشركة بإنتاج ألعاب الفيديو وكاميرات التصوير والأجهزة الإلكترونية المنزلية الأخرى. كما ارتفع سهم هيتاشي بنسبة 2.1٪.
وصعدت أسهم شركات صناعة السيارات تويوتا موتور وهوندا موتور ونيسان موتور ومازدا موتور بنسب تتراوح بين 1.38٪ و6.53٪، وذلك عقب مبيعات فصلية قوية من نظيراتها في الولايات المتحدة، مما يشير إلى اتجاه عام من المتوقع أن يستمر في عام 2022.
واقتفت أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق في اليابان أثر الخسائر التي تكبدها مؤشر فيلادلفيا إس.إي لأشباه الموصلات، لينزل سهم طوكيو إلكترون وسهم أدفانتست بنسبة 2.11٪ و1.32٪ على الترتيب.
وتراجع سهم فاست للتجزئة المشغلة لمتاجر يونيكلو للملابس بنسبة 0.89٪ بعد تقرير ذكر أن جهات الادعاء الفرنسية فتحت تحقيقا بشأن أربع شركات لبيع الملابس بالتجزئة يشتبه في أنها تسترت على جرائم ضد الإنسانية في منطقة شينجيانج الصينية.
وفي كوريا الجنوبية، بلغ مؤشر سوق الأوراق المالية كوسبي 3281.78 بانخفاض 0.28 نقطة بنسبة 0.01٪ عند الإغلاق يوم أمس. بينما بلغ مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم كوسداك 1038.18 بزيادة 2.54 نقطة بنسبة 0.25٪ عند الإغلاق.
إلى ذلك، ذكرت تقارير صحافية أن أكبر مساهمين في مجموعة علي بابا جروب هولدنج للتجارة الإلكترونية، وهما جاك ماي وجو تساي، تعهدا بتقديم جزء من حصتيهما في الشركة، وقيمتهما 35 مليار دولار، كضمانات مقابل حصول المجموعة على قروض كبيرة من البنوك.
ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن مستندات لمجموعة علي بابا أن شركات دولية "أوفشور" تسيطر على أكثر من نصف حصتي جاك ماي وجو تساي في علي بابا، اللتين كانتا حتى كانون الأول (ديسمبر) الماضي 5.3٪، هي التي قدمت التعهدات.
وقدم المليارديران ماي وتساي تعهدهما إلى مجموعة بنوك، منها يو.بي.إس جروب وكريدي سويس جروب وجولدمان ساكس جروب.
وأكدت مجموعة علي بابا جروب أن ما، الشريك المؤسس لها، لا يضمن ولا شركاته التابعة أي قروض لمصلحتها من خلال أسهمهما.
وفيما يتعلق بتساي، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس إدارة علي بابا جروب، فإن القروض المضمونة بأسهمه تخضع للسيطرة نظرًا إلى أن النسبة بين عبء القروض وقيمة الأسهم توفر ضمانة قوية ضد أي تأثيرات سلبية.
من جهة أخرى، أعلن مجلس التقارير المالية في هونج كونج عن إنجاز أول تحقيق يجريه وفقًا لاتفاق التعاون مع السلطات الرقابية في بر الصين الرئيسي، والذي يسمح بالوصول إلى أوراق أعمال المراجعة المحاسبية.
وأوضحت وكالة بلومبيرج الإخبارية أن القضية تتعلق بإخفاق مدقق حسابات إحدى الشركات المدرجة في البورصة في تحديد الأخطاء المادية في حساب أرباح أسهم الشركة، في البيانات المالية الخاصة بها.
وطالب المجلس المعني بالرقابة على الشركات المدرجة في البورصة بتصحيح الخطأ من خلال تعديل بيانات أرباح الأسهم بأثر رجعي، في أحدث بيانات سنوية لها.
وكان المجلس قد بدأ التعامل مع هذه القضية لأول مرة في عام 2019، ولم يتم الكشف عن اسم الشركة المتورطة، أو مراجع الحسابات المعني بالقضية.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس التقارير المالية في هونج كونج هو الجهة الرقابية الوحيدة خارج بر الصين الرئيسي المسموح لها بالوصول إلى نتائج المراجعة المحاسبية للشركات المدرجة في البورصة من السلطات الصينية لأغراض التحقيق.
وعلى الصعيد العربي، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 2112.9 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي حوالي 9.3 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 11.8 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 20.9٪. في المقابل، بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 46.6 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 58.9 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق.
أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع المنصرم فقد بلغ 32 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 20597 صفقة.
```